نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق ليديا بولغرين عن الموقف الأمريكي من أزمة السودان، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي تخلى عن سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة، بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ورأى أن عملية الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير والتي جلبت معها أمالا للسودان بنسخة متأخرة من الربيع العربي، كانت مفخخة منذ البداية فقد ساعد كل من عبد الفتاح البرهان وحميدتي على التخلص من البشير وأصدرا أصواتا حول الحكم المدني، ووافقا على إنشاء حكومة انتقالية مدنية تابعة لهما. وبدا سريعا ألا نية لهما التنازل عن السلطة.
وأشار إلى أن حميدتي والبرهان نظما انقلابا في تشرين الأول/أكتوبر 2021، تخلصا فيه من الحكم المدني وبعد ذلك حول الجنرالان أسلحتهما ضد بعضهما البعض.
وتساءل الكاتب عن دور الأمم المتحدة حول ما يجري في السودان، مما يجعل من الفراغ اليوم أمرا مثيرا للخوف.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة نجحت في الماضي بجمع قوى لا يمكن مصالحتها والجماعات الوكيلة عنها للبحث عن طريق للسلام في السودان، لكن المفارقة بالأزمة الحالية أن من يعمل في ملف السودان دبلوماسيون من مستوى الوسط وتكنوقراط.
ورأى أن قادة السودان المدنيين كانوا يعمقون عملية سياسية زادت من الاستقطاب والشهوة للسلطة بين الفصائل العسكرية حتى انفجرت".
وأكد أن الحل الحقيقي والوحيد للأزمة في السودان هو الأصعب، والذي يتمثل بدولة جديدة غير الديكتاتورية التي أثر عليها المتطرفون الإسلاميون، لأن الشعب السوداني يستحق الفرصة لكي يحكموا أنفسهم في النهاية عبر اجماع عام وأحرار من الديكتاتورية والبندقية.
وأضاف: "الآن وقد وصلت حروب السودان التي لا تنتهي إلى العاصمة، فلا عذر للعالم كي يقود هذه الأمة العملاقة نحو الديمقراطية".
وأظهرت الحرب الفوضوية بين قوى الأمن في شوارع الخرطوم أن الرجال بالبنادق هم المشكلة لا الحل للسودان الذي يعاني.
وتواصل الولايات المتحدة الحديث للعالم أنها مع الديمقراطية ضد الاستبداد، لكن هذه الرسالة عكرت من خلال دعمها حلفاء مهمين مثل الهند وإسرائيل الذين ينزلقون باتجاه الشمولية.
وتعتبر أزمة السودان فرصة مهمة للولايات المتحدة كي تعيش للقيم التي تتفاخر بها حول العالم، لكنها غائبة أو صامتة عنها. ورغم الخطاب فإن إدارة بايدن لم تظهر التزاما كافيا بالديمقراطية، والسودان هو مثال حقيقي.
اضف تعليق